Page images
PDF
EPUB
[blocks in formation]

حدثني أبو حامد القاضي قال : كنت قائماً بين يدى معز الدولة فقال لابي جعفر الصيمري وزيره بالفارسية : يا أبا جعفر أريد الساعة خمسمائة ألف دينار لمهم لا يجوز تأخيره . فقال له الصيمري : أيها الأمير زد ذلك فأنى أيضاً أريد مثله. فقال له : فاذا كنت وزيرى فمن أريد هذا إلا منك ؟ فقال له الصيمرى : فاذا لم يكن في الدخل فضل لذلك عن الخرج فمن أين أجيئك به ؟ قال : فرد عليه معز الدولة وقال : الساعة والله أحبسك فى الكنيف حتى تجى بذلك . فقال إذا حبستنى في

الكنيف خريت لك نقرة بهذا المال ؟ فضحك منه وأمسك عنه حدثني أحمد بن محمد المدائني قال : وقفت في جامع المدينة ببغداد على حلقة صوفية يتحاورون على الخطرات والوساوس ومسائل تشبه الوسواس لم أفهمها وخطر لى أن أمجن بهم فقلت له أيها الشيخ المصدر مسألة . فقال : هات . فقلت : أخبرنى إذا كنت شيخاً في معناك جلسا

(۱)

في ذات نفسك فأصاب يافوخك تقطيع يمرقب خرزى " على سبيـل وكنت تحت الارادة هل يضر أوصافك شي مع تعلقك بحبل

العلم

القدرة بابطال ؟ قال: فوقع لمن حوله أنها مسألة وأخذوا يتعاطون الجواب وفطن الشيخ خفت أن يأمرهم بي فانسللت .

حضرني أبو أحمد عبد الله بن عمر الحارثي وعندى صوفى يترنم بشيء

ء

من الرباعيات فلم يستطبه أبو أحمد فقال له على البديهة : يا أخى لا أقطع

حديثك إلا بخير .

( ۱ ) لعله خرزك

حدثنى الفضل بن أحمد الحياني قال : قال لي الشافعي صاحب على ابن عيسى : علق مرة بلجام مركونى غلام هراس بيده غضارة هريسة ينادى عليها وشالها إلى أننى وقال : جمع اللوز والغنم ثم نادى يمينه . فقلت : أعزك الله هذا وجهى الى الوزير أخبره بهذا الخبر فان رأيت أن تطلقني

فعلت

حدثني أبو أحمد الحارثى قال كان عندنا بواسط رجل متخلف موسر يقال له أبو محمد بن أبي أيوب وكان يعاشرنا بمغنية يهواها وكان من غنائها

صوت أوله :

إن الخليط أجد منتقلة ولو شك بين حملت إبله وكانت تغنى فيه لحناً صعباً حسناً لا يفهمه أبو محمد لتخلفه فاقترحه يوماً عليها فقال : بالله ياستى غنى لى » إلى خريت بجثت أنتقله » فقالت : ويل لى أنى أغنى شيئاً من ذا ؟ فقطنت لما يريد فقلت لها : إنه يريد أن تغنى له « إن الخليط أجد منتقله » فقالت له : قطع ظهرك أين ذا من ذا ؟ وغنت الصوت . قال : ومن غنائها : «خلیلی هبا نصطبح بسواد » فقال لها يوماً بالله يا ستى غنى : « خليلي هبا نصطبح بسماد » فقالت له : إذا عزمت على هذا فوحدك . قال : ودخلت إلينا يوماً على غفلة ونحن نصفعه ويصافعنا بالمخاد فاستحي وسألنا أن ندعه فتركناه

وجلسنا على الشرب فطلب منها صوتاً له عليها " وهو :

أبني سلاحى لا أبالك إنني أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا

(۱) هكذا في الاصل

فاعطته مخدة .

أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي النصييني الكاتب المعروف بالببغا قصيدة له إلى سيف الدولة يذكر وقعة كانت له مع بنى كلاب وعفوه عنهم :

إذا استلك الجانون أعبدك الحلم وإن كفك الإبقاء أنهضك العزم حقيقة بأن تورد كلها ولكني اخترت من شعره ما يصلح للمكاتبة في الحوادث أو الأمثال أو معنى لم يسبق إليه فتركت محاسن شعره وحسن نظمه وبلاغته وعذوبة كلامه وأكثر إحسانه موكولا إلى من ينظر في ديوانه ومن هذه القصيدة مثل : ومن لم يؤدبه لفرط عتوه إذا ما جنى الإنصاف أدبه الظلم إذا العرب لم تجز اصطناع ملوكها بشكر تعاوت في سياستها العجم أعدها إلى عادات عفوك محسنا كما عودتها قبل اباؤك الشم فإن ضاق عنها العذر عندك في الذى جنته لما ضاق التفضل والحلم حدثنى القاضي أبو بكر أحمد بن سيار قال : ضربوا مثالا للانسان فقالوا ابن عشر سنين قد دار في أهله كما دارت هذه على هذه وأومأ إلى إبهامه وسبابته وعقد عشرا وابن عشرين قد انتصب بين أمرى الكسب والعيال كما انتصبت هذه بين هاتين وعقد بأصابعه عشرين وابن ثلاثين قد استوى كما استوت هذه على هذه وعقد ثلاثين بأصابعه وابن أربعين قد قام كما قامت هذه وعقد بأصابعه وابن خمسين قد انحنى كما انحنت هذه وعقد خمسين بأصابعه وابن ستين ( وعقدها بأصابعه ) قد انحط في عمره

وقوته كما انحطت هذه على هذه وابن سبعين قد اضطجع كما اضطجعت هذه على هذه وابن ثمانين ( وعقدها ) قد احتاج إلى ما يتوكأ عليه كما توكأت هذه على هذه وابن تسعين قد ضاق عمره وأمعاؤه كما ضاقت هذه وابن مائة قد انتقل عن الدنيا إلى الأخرى كما انتقل العقد عن اليمين

إلى الشمال .

أهل

وحدثنى القاضى أبو بكر أحمد بن سيار قال : حدثتى شيخ من التيز ومكران لقيته بعمان ووجدتهم يذكرون ثقته ومعرفته بأمر البحر وحدثنى القاضي قال : حدثنى هذا الشيخ أن رجلا بالهند من أهلها حدثه أن خارجيا خرج في بعض السنين على ملك من ملوكهم ملوكهم فأحسن التدبير وكان الملك معجبا برأيه مستبداً به فأنفذ إليه جيشاً فكسره الخارجي فزحف إليه بنفسه فقال له وزراؤه : لا تفعل فان الخوارج تضعف بتكرير الجيوش عليها والملك لا يجب أن يغزو بنفسه بل يطاول الخارجى فانه لا مادة له يقاوم جيشاً بعد جيش إذا توالت عليه جيوش الملك . فلم يقبل وخرج بنفسه فواقعه فقتله الخارجى وملك داره و مملكته فأحسن السيرة وسلك سبيل الملوك . فلما طال أمره وعن ذكره وقوى سلطانه جمع الهند من سائر أعماله وأطراف بلدانه وكتب إلى عماله أن يختار أهل كل بلد مائة منهم من عقلائهم وحكمائهم فينفذونهم إليه ففعلوا فلما حصلوا ببابه أمرهم باختيار عشرة منهم فاختاروا فأوصل العشرة وأوصل من أهل دار المملكة عشرة وقال لهم : يحق على العاقل أن يتطلب عيوب نفسه فيزيلها فهل ترون في عيباً أو في سلطاني نقصاً : فقالوا : إلا شيئاً واحداً

حكماء

(^)

آمنتنا قلناه . قال : أنتم آمنون . قالوا : نرى كل شئ لك جديدا ( يعرضون أنه لا عرق له فى الملك ) . فقال : فما حال ملككم الذي كان من قبلى ؟ قالوا كان ابن ملك . قال فأبوه . قالوا ابن ملك ، قال فابوه إلى أن عدد عشرة أو أكثر وهم يقولون ابن ملك فانتهى إلى الأخير فقالوا : كان متغلباً . قال : فأنا ذلك الملك الأخير وإن طالت أيامى مع إحسانى السيرة بقى هذا الملك بعدى فى ولدى فصار لأولاد أولادهم من العرق فى الملك مثل ما كان للككم الذي كان من قبلى. قال : فسجدوا للملك تواطناً له. وكذا عادتهم إذا استحسنوا شيئاً أو لزمتهم حجة وانصرفوا فازداد بذلك الملك توطئاً له. فقلت أنا للقاضي : هذا شئ قد سبقت العرب إليه فى كلمتين استغنى بهما عن هذا المثل الطويل العجمى فقال ما هما ؟ فقلت روت العرب أن رجلين منهما تفاخرا فقال أحدهما لصاحبه : نسي منى ابتدأ ، ونسبك إليك انتهى .

حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن بكر قال : حدثني أبو بكر بن سعيد بن هرون الطبيب وكان أبوه سيرافيا وجيها في بلده فلسفياً موسرا قال : خاصم أبى رجل من أهل البصرة فقال له الرجل : تكلمنى وأنت قطمة سيرافى ؟ فقال له سعيد : أنا نجار فى بلدى وأنت عار في بلدك. حدثني أبو القاسم سعيد بن عبد الرحمن الكاتب الأصفهاني قال : حضرت الصيمرى فى وزارته لمعز الدولة وقد احضر رجلاً مصادراً وقد

قرر أمره على مال فقال له : اعطنى كفيلاً واخرج فصحح المال فقال

لاكفيل لى أوثق من إحسانك إلي أيها الأستاذ . فرق له وخفف

:

« PreviousContinue »