Page images
PDF
EPUB
[blocks in formation]

بلغ أبي أن الشمع اذا عتق عشرات سنين ثم استعمل كان ما يحترق منــه هذا القدر ونحوه . فعتق شمعاً كثيراً ونسيه ومات وتشاغلت بعده عن ستعماله فلما احتفلت هذه الدعوة الآن ذكرت الشمع العتيق الذي في خزانتنا فأخرجت هاتين منه وكان أمرهما ما رأيت وصحت التجربة

لنا فيها .

أخبرنا أبو الفرج الأصفهاني قال : أخبرنا أبو بكر يموت بن المزرع قال : سمعت أبا عثمان الجاحظ يحدث أنه رأى حجاماً بالكوفة يحجم بنسيئة الى الرجعة لشدة ايمانه بها . أخبرني به أبو الفرج الأصفهاني قال : سمعت رجلا من القطيعة يؤذن الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن عليا ولى الله محمد وعلى خير البشر . فمن أبى فقد كفر . ومن رضى فقد شكر . ضرطت هند على ابن عمر . على الصلاة حي على الفلاح حي على خير العمل الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وهذا عظيم مفرط ونستغفر الله منه ونستعيده من الجهل. أخبرني جماعة من البغداديين أن الحنابلة بنوا مسجداً ضراراً وجعلوه سباً للفتن والبلاء فتظلم منه الى علي بن عيسى فوقع على ظهر القصة أحق سلنا بناء بهدم وتعفية لرسم بناء أسس على غير تقوى من الله فليلحق بقواعده

حی

ان شاء الله تعالى

حدثني أبى قال : حدثني أبو عبد الله المفجع قال : أنشدت أبا محمد القاسم ابن محمد الكرخي قصيدة طويلة مدحته بها فلما استتممتها خرج ابنه أبو عبد الله جعفر بن القاسم من خيش كان في صدر المجلس الذي

كنا فيه فقال : يا شيخ لا تستحي تمدحنا بقصيدة ليست لك تدعيها ؟ قال : ولم أكن أعرف خبره في سرعة الحفظ فقلت : أعيذك بالله ياسيدى والله ما قالها غيرى . فقال : سبحان الله هذه علمنيها المعلم في المكتب من كذا وكذا سنة . وابتدأ ينشدها حتى مضى في جميعها ما أخل يبيت واحد وكانت فوق الخمسين بيتا فاسقط فى يدى فخجلت واندفعت أحلف بالطلاق والعتاق أنها لى وأنا لا أدرى من أين أتيت . فلما رحمني القاسم قال : يا هذا لا تقلق فأنى أعلم أنك صادق ولكن أبا عبد الله لا شيئا ينشد طويلا ولا غيره إلا حفظه في دفعة واحدة يسمعه وإنه حفظها لما انشدتنا إياها وأجازني وانصرفت .

يسمع

حدثني أبى أن جماعة كان عملها جعفر بن القاسم تحتوى على ارتفاع فارس أو ناحية من فارس ( الشك منى ) ومشايخ الناحية ومعاملاتها وخراجها وما أدى وما بقى ودخل ذلك وخرجه وكان يرفع حسابها إلى الوزير وطلبت الجماعة ففقدت فقال أبو عبد الله ) : لا عليكم وأملاها

(')

من حفظه فى الحال بحضرة الوزير ودفع الحساب عليها ثم وجدت

الجماعة التي كانت ضاعت فقوبل بها التي أملاها من حفظه فوجدت موافقة لها حرفاً بحرف إلا فى باب واحد فانه جاء به مقدماً

ومؤخرا .

حدثني أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عينويه الكاتب قال : حدثنى الكرماني كاتب كان لأبي بكر ابن الصير في صاحب الجيش قال :

(۱) بالاصل : ابو جعفر (٢) لعله ورفع

[blocks in formation]

انقذنى صاحبي لأنفق فى رجال لأبي محمد جعفر بن محمد بن ورقاء فأنفقت فيهم واستفضلت أنا وكاتب أبي محمد والجهبذ والنقيب نحو عشرة آلاف درهم فقالوا : ندخل فى موضع ونتحاسب ونقسم . فدخلنا مسجدا حيال دار أبي محمد ولم نر فيه إلا رجلاً عليلاً نائماً كأنه سائل فقرناه وأخذنا نتحاسب ونقول وصل إلينا من رزق فلان الساقط كذا وفلان البديل كذا ومن الصرف كذا ومن فضل الوزن كذا ومن كذا كذا إلى أن مبلغ الفضل وما يخص كل واحد منا فأقبلنا نزن . فشال العليل رأسه وقال : يا أصحابنا أخرجوا لى قسطا . فقلنا : ومن أنت ؟ قال : أنا رجل من المسلمين قد سمعت ما كنتم فيه . فقلنا : هو ضعيف أعطوه خمسة دراهم . فقال : لا أريد إلا قسطا صحيحا بالسوية مثل ما يأخذه أحدكم . فاستخففناه فقال : لا عليكم إما أعطيتموني ما التمست والا جلست الساعة في سميرية ومضيت الى أبي بكر الصيرفى وقلت : انكم أخذتم

حصلنا

[ocr errors]

ما

باسم فلان البديل كذا وكذا ( قال فأعاد جميع ما قلنا وتحاسبنا عليه حتى أخل بحرف واحد منه ) فأقل ما يعمل بكم اذا لم يصرفكم ويؤذكم أن يرجع منكم ما سرقتم. فنظرنا الى ما قاله فوجدناه صحيحا فرمنا منه أن يقتصر على بعض ما طلبه . فقال : لا والله الا بقسط كما يأخذ أحدكم . بجد من دفع ذلك اليه بدا فدفعنا اليه قسطاً مثل ما أخذه واحد منا

فأخذه وافترقنا .

حدثني أبي قال : سمعت أبي ينشد يوماً وسنى إذ ذاك خمس عشرة

سنة بعض قصيدة دعبل الطويلة التى يفتخر فيها باليمن ويعدد مناقبهم ويرد

على الكميت مناقبه بنزار أولها :

أفيقى من ملامك يا ظعينا كفاني اللوم من الأربعينا وهى نحو ستمائة بيت فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر اليمن وأهلى فقلت : يا سيدى تخرجها إلى حتى أحفظها . فدافعنى فألححت عليه فقال : كأني بك تأخذها فتحفظ منها خمسين بيتاً أو مائة بيت ثم ترمى بالكتاب وتخلقه على . فقلت : ادفعها الى فأخرجها وسلمها الى وقد كان كلامه أثر في فدخلت حجرة كانت برسمى من داره فخلوت فيها ولم أتشاغل يومى وليلتي بشي غير حفظها فلما كان في السحر كنت قد فرغت

من جميعها وأتقنتها فخرجت اليه غدوة على رسمى فجلست بين يديه فقال هي كم حفظت من القصيدة ؟ فقلت : قد حفظتها بأسرها . فغضب وقدر أني قد كذبته وقال لى : هاتها فأخرجت الدفتر من كمى فأخذه وفتحه ونظر فيه وأنا أنشد الى أن مضيت فى أكثر من مائة بيت فصفح منها عدة أوراق وقال : أنشد من هاهنا فأنشدت مقدار مائة بيت الى آخرها فهاله ما رآه من حسن حفظى فضمنى اليه وقبل رأسى وعينى وقال : بالله يا بني لا تخبر بها أحدا فاني أخاف عليك من العين .

:

حدثني أبي قال : حفظني أبي وحفظت بعده من شعر أبي تمام والبحترى سوى ما كنت أحفظه لغيرهما من المحدثين والشعراء (۱) مائتي قصيدة قال: وكان أبى وشيوخنا بالشام يقولون : من حفظ للطائيين أربعين قصيدة ولم يقل الشعر فهو حمار فى مسلاخ انسان . فقلت الشعر وسنى دون العشرين (۱) لعله : والقدماء

(٢٢)

[blocks in formation]

ثم بدأت بعمل مقصورتي التي أولها :

لولا التناهى لم أطع نهى النهى أي مدى يطلب من حاز المدى حدثني أبو عبد الله بن هرون التسترى القرى وكان أقام بمسجدنا بالبصرة قال : أقمت أحفظ القرآن سنين كثيرة فلما بلغت الى موضع أنسيت

ء

الذي قبله حتى كأنى ما سمعته قط فشق ذلك على فججت وتعلقت بأستار الكعبة ودعوت الله تعالى وسألته أن يعيني على حفظه ورجعت الى البصرة فلزمت التلقين فحفظت القرآن في ستة أشهر على حرف أبي عمرو

تم تعاطيت السبعة فما حال الحول علي الا وقد حكمت أكثرها . بلغنى عن بعض الصوفية أنه قال : الاستغفار صابون المعاصى والشكر لله عز وجل سفتجة الرزق والصلاة جوارشن المعدة والصوم روباس البدن واليقين الرأس الأكبر .

وعن بعضهم من أهل زماننا المعرفة بالله دليل لا ضيعة معه والعمل

الصالح زاد لا يخاف معه طول السفر .

حدثني أبو محمد يحيى بن محمد قال : حدثني أبو اسحق محمد بن أحمد القراريطي قال : حدثنى ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان قال : كان أبي أبو الهيجاء شديد الانحراف عنى أول نشوءى لما يراه من الفضل فى وخوفه منى على أعماله فكان يغض منى ويتجافاني ويمسك يده عنى فأتحمل ذلك وأصبر عليه فولى طريق خراسان فجلس يعرض دوابه فبقى منها خمسين دابة ما بين زمن وأعجف الى غير ذلك ثم قال : يا حسن أريد أن أخرج بعد شهرين الى العمل وهذه الدواب مسلمة اليك وقد

« PreviousContinue »