Page images
PDF
EPUB

ليس فيها أخ له على حسب ماسنح وتيسر . وانفق ولم يتعذر . وأرجو أن . لا يبور ما جمعته، ولا يضيع ما تعبت فيه وكتبته وأثبته من ذلك وصنعته . فلو لم يكن فيه إلا أنه خير من موضعه بياضاً لكانت فائدة إن شاء الله تعالى وإياه أسأل التوفيق في المقال. والتسديد في جميع الأفعال . والعصمة من الزلل . والحفظ من الخطأ والوهل. إنه بذلك ولى . وبالمرجو منه فيه

ملى . وهو حسبى وإليه فى كل أمر مرجعى وعليه توكلى ولا حول ولا قوة إلا به إنه نعم المولى والوكيل

حدثني أبو العباس هبة الله بن محمد بن يوسف المعروف بابن المنجم النديم وهو أحد بني يحيى ابن أبي منصور المنجم صاحب المأمون و محل أهله وسلفه وبيته فى منادمة الخلفاء والوزراء والامراء مشهور وموضعهم من الكلام والنجوم والعلم والادب وقول الشعر وتصنيف الكتب في أنواع ذلك معروف ومكانهم من المنزلة فى خدمة السلطان وعظم النعمة والحال متعالم ومحمل أبي العباس في نفسه أشهر من أن يجهل في العلم والأدب وقول الشعر والمعرفة بالجدل والفقه وغير ذلك مما يفوق به . وقد نادم أبا محمد المهلبي رحمه الله واختص به ونفق عليه سنين كثيرة ومن بعده من الوزراء وغيرهم من الرؤساء وهو أحد بقايا أهل بيته . قال كنت بحضرة أبى مخلد عبد الله بن يحيي الطبري صاحب معز الدولة فجرى ذكر الكرم والكرام والجود والأجواد وما كانت البرامكة وغيرها تأتى من الافضال على الناس فأخذ أبو مخلد يدفع هذا ويبطله حتى قال هذه حيل نصبها الشحاذون

على دراهم الناس لا أصل لها . فقلت له أيها الشيخ إن قلت ذلك فقال صاعد مثله فأجيب . فقال ما قال ؟ فقلت له حكى له جود البرامكة فقال هذا من موضوعات الوراقين وكذبهم وكان أبو العيناء حاضراً فقال له فلم لا يكذب على الوزير أعزه الله (وهو يرجى ويخاف وأولئك . وتى مايوس من خيرهم وشر هم مثل هذا الكذب ؟ قال خجل أبو مخلد . وفي معنى هذا ما أذكره وإن كان موجوداً فى الكتب ولكنه على سبيل الاستعادة

وهو حسن :

حدثني أبو محمد يحيى بن محمد الازدى قال : بلغني أن ابن الزيات لما جعل فى التنور قال له بعض خدمه لهذا وشبهه كنا نشير عليك بفعل الاحسان وتقليد رقاب الرجال بالامتنان واتخاذ الصنائع في حال القدرة لتجازى بها الآن عند الحاجة . قال لو كنت فعلت هذا ما حصلت منه على طائل لما فى نفوس الناس من ضعف الإخاء وكثرة الغدر وقلة الوفاء و تراني كنت أفعل أكثر من أفعال البرامكة ما نفعهم لما حصلوا على مثل حالى من إسلام الزمان وجور السلطان . فقال له الخادم لو لم ينفعهم إلا ذكرك لهم فى مثل هذه الحال التي أنت فيها لكان ذلك أكثر نفع . وحدثني أبو الفرج على بن الحسن الأصفهاني الكاتب قال حدثني الحسن بن على قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا أبو الشبل عصم بن وهب البرجمى قال حضرت مجلس عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان إلى محسناً وعلى مفضلاً فجرى ذكر البرامكة ووصف الناس لهم بالجود وما قالوا في كرمهم وجوائزهم فأكثروا فقمت في وسط المجلس وقلت أيها الوزير

قد حكمت في هذا الخطب حكم نظمته في بيتي شعر لا يقدر أحد أن يرده على وإنما جعلته شعراً ليبقى ويدور أفيأذن الوزير في إنشادها ؟

=

فقال قل قرب صواب قلته . فقلت :

رأيت عبيد الله أندى أناملا وأكرم من فضل بن يحيى بن خالد

ورواه الناس مرة أخرى فقال فيه

أفضل سوددا

وأكرم من فضل ويحيي وجده

أولئك جادوا والزمان مساعد وقد جاد ذا والدهـى غير مساعد (۱)

ء

حضرت مجلس الحسن بن على بن زيد المنجم غلام أبى نافع وهو إذ ذاك عامل معز الدولة رحمه الله على الأهواز وقطعة من كورها و محله عنده ه كمحل وزرائه وكان قد خدم أبي رحمه الله قديما بعد مفارقته خدمة القاسم بن دينار عامل الأهواز وتوكل له فى داره وضيعته وخلفه على العيار في دار الضرب بسوق الأهواز ثم خلطه بخدمة أبى عبد الله البريدي فعلت منزلته ثم بلغت به الحال ماذكرته فكنت إذا جئته وهو إذ ذاك على غاية الجلالة وأنا في حد الأحداث اختصنى وكان يعجبه أن يقرظ في وجهه فأفاض قوم في مدحه وذكر عمارته للوقوف والسقايات و ادراره الماء في ذنابة المسرقان (1) وتفريقه مال الصدقات على أهلها وذنبت معهم في ذلك . فقال لى هو :

.

(۲)

يا بني أرباب هذه الدولة إذا حدثوا عنى بهذا وشبهه قالوا المنجم إنما يفعل هذا رياة وما أفعله إلا الله تعالى وإن كان رياء فهو حسن أيضا فلم لا يراؤون

(۱) اغانی ١٣ : ٢٥ (٢) المسرقان نهر بخوزستان عليه عدة قرى و بلدان و مبداه من تستر . والذنابة بكسر الذال منتهى الوادى

وصلى الله على سيدنا محمد الكريم وعلى آله الطيبين ذوى (١)

من أفواء الرجال وما دار بينهم

الى كتب مثله

الحفظ في الضمائر الى التخليد في الدفاتر ولا تخليد بطون الصحف شيء من بجنسه وشكله والعادة جارية في مثلها ان يحفظ اذا سمع ليذاكر به اذا جرى ما يشبهه ويقتضيه . وعرض ما يوجبه ويستدعيه . ولعل قارئها والناظر فيها أن يستضعفها اذا وجدها خارجة عن السنن المعروف في الاخبار والطريق الألوف في الحكايات والآثار. الراتبة فى الكتب . المتداولة بين أهل الادب . ولا سيما مالم يعلم السبب الذي رغبني في كتبها وهو اني اجتمعت قديماً مع مشايخ فضلاء عداء أدباء قد عرفوا أحاديث الملل . وأخبار المالك والدول .

الامم ومعايبهم وفضائلهم ومثالبهم وسمعوا عجيب من أخبار اللوك

ولون ظريف

والكتاب والوزراء والسادة

(۱) قد ذهبت من صدر الكتاب كلمات وسطور كما تراه.

« PreviousContinue »